الذكاء الاصطناعي يُحيي نجوم الزمن الذهبي.. هل إعادة ظهور أم كلثوم وعبد الحليم بدون إذن جريمة؟

الوطن

في تطور تقني يثير الجدل، يستعيد الذكاء الاصطناعي (AI) أساطير الغناء العربي من جديد، مُعيدًا إحياء شخصيات فنية محبوبة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ. هذه التقنية الناشئة، التي اكتسبت شعبية واسعة في السنوات الأخيرة، أثارت تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية والحدود الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة إنتاج شخصيات تاريخية.

إحياء الأساطير بتقنية الذكاء الاصطناعي

لم يعد حلم سماع صوت أم كلثوم أو رؤية عبد الحليم حافظ على المسرح مجرد ذكرى. بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، أصبح من الممكن توليد نسخ افتراضية واقعية لهذه الشخصيات، قادرة على الغناء والتحدث والتفاعل مع الجمهور. تستخدم هذه التقنية خوارزميات معقدة لتحليل التسجيلات الصوتية والمرئية القديمة، ثم إعادة بناء هذه الشخصيات باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد وتقنيات توليد الصوت.

ردود فعل متباينة

أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة بين عشاق الموسيقى العربية. بينما يرى البعض أن هذه التقنية فرصة رائعة للاحتفاء بإرث هؤلاء الفنانين وإتاحته للأجيال الجديدة، يعبر آخرون عن قلقهم بشأن المساس بكرامة هؤلاء الفنانين واحترام حقوقهم.

تحذير من محامٍ: "إعادة ظهور بدون إذن جريمة"

وفي تعليق على هذه القضية، حذر محامٍ متخصص في حقوق الملكية الفكرية من أن إعادة إنتاج شخصيات فنية مشهورة دون الحصول على إذن من ورثتهم أو أصحاب الحقوق قد يشكل جريمة قانونية. وأكد على ضرورة احترام حقوق الملكية الفكرية وحماية إرث الفنانين.

تحديات قانونية وأخلاقية

تطرح هذه التقنية تحديات قانونية وأخلاقية معقدة. فمن يملك حقوق هذه الشخصيات الافتراضية؟ وكيف يمكن تنظيم استخدامها؟ وهل يحق للذكاء الاصطناعي أن يقلد شخصيات تاريخية؟ هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة لتجنب النزاعات القانونية وحماية حقوق جميع الأطراف المعنية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي والفن العربي

لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في لعب دور متزايد الأهمية في عالم الفن العربي. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بطريقة مسؤولة وأخلاقية، تحترم حقوق الفنانين وتحافظ على إرثهم الثقافي. يجب أن يكون الهدف هو تعزيز الفن العربي وإثراءه، وليس استغلاله لتحقيق مكاسب تجارية.

الخلاصة

إعادة إحياء نجوم الزمن الذهبي بتقنية الذكاء الاصطناعي هي خطوة مثيرة للاهتمام، ولكنها تثير أيضًا تساؤلات مهمة حول حقوق الملكية الفكرية والحدود الأخلاقية. يجب على المشرعين والمحامين والفنانين والجمهور العمل معًا لوضع إطار قانوني وأخلاقي يحكم استخدام هذه التقنية ويضمن حماية حقوق جميع الأطراف المعنية.