صعود مشاهير السوشيال ميديا.. بين الإسراف في الدعم والمحتوى الفارغ الذي يثير الجدل!

شهدت الساحة السعودية تطورات مثيرة للجدل حول صعود نجوم التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، حيث تتزايد الانتقادات اللاذعة ضدهم بسبب تحول حساباتهم إلى أدوات لتحقيق مكاسب مادية سريعة، وذلك من خلال نشر محتوى يفتقر إلى القيمة الحقيقية ويعزز قيم التباهي والسطحية.
لم يعد الأمر مجرد ترفيه أو مشاركة للحياة اليومية، بل أصبح استثمارًا تجاريًا يعتمد على جذب أكبر عدد من المتابعين وكسب الدعم المالي من الشركات المعلنة. هذا التحول أثار تساؤلات حول دور هؤلاء المؤثرين في المجتمع، وما إذا كانوا يساهمون في نشر ثقافة إيجابية أم أنهم يغرقون في بحر من التفاهة والسطحية.
تزايد الانتقادات والمطالبات بضبط الرقابة
تتصاعد الأصوات المطالبة بضرورة وجود رقابة صارمة على محتوى مشاهير السوشيال ميديا، وتحديد معايير واضحة للمحتوى المسموح به. يرى الكثيرون أن الدعم المادي الذي يتلقونه من الشركات يجب أن يكون مرتبطًا بمسؤولية اجتماعية، وأنهم يجب أن يساهموا في نشر قيم إيجابية وتعزيز الوعي المجتمعي.
ويشير المراقبون إلى أن بعض المشاهير يستغلون شهرتهم في الترويج لمنتجات وخدمات دون تقديم أي تقييم حقيقي أو نصيحة صادقة، مما قد يؤثر سلبًا على المستهلكين ويضر بسمعة الشركات.
المحتوى الفارغ.. سمة العصر؟
يعتبر المحتوى الفارغ، الذي يركز على المظاهر والترف والتباهي، من أبرز المشكلات التي يثيرها المنتقدون. فالكثير من الحسابات الشهيرة تنشر صورًا ومقاطع فيديو باهظة التكلفة، دون تقديم أي محتوى مفيد أو تعليمي أو ترفيهي ذي قيمة.
ويرى البعض أن هذا النوع من المحتوى يشجع الشباب على التنافس في جمع المال والتباهي بالممتلكات المادية، بدلاً من التركيز على التعليم والتطوير الذاتي والمساهمة في بناء المجتمع.
ما هو الحل؟
لا يوجد حل واحد لهذه المشكلة المعقدة، ولكن هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها:
- توعية الجمهور: يجب توعية الجمهور بأهمية التمييز بين المحتوى الجيد والمحتوى الفارغ، وتشجيعهم على دعم المؤثرين الذين يقدمون محتوى مفيدًا وإيجابيًا.
- تشديد الرقابة: يجب على الجهات المعنية تشديد الرقابة على محتوى مشاهير السوشيال ميديا، وفرض عقوبات على المخالفين.
- تحفيز المحتوى الإيجابي: يجب تحفيز المؤثرين على تقديم محتوى إيجابي ومفيد، من خلال تقديم الدعم المالي والتقدير للمتميزين.
- المسؤولية الاجتماعية: يجب على الشركات المعلنة أن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، وأن تختار المؤثرين الذين يشاركونها قيمها ومبادئها.