أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع مأساوي في عدد الضحايا الفلسطينيين جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في القطاع منذ أكثر من 23 شهراً. ووفقًا لآخر الإحصائيات الصادرة يوم السبت، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 62,622 شهيدًا، بينما تجاوز عدد المصابين 157,673 مصابًا.

تأتي هذه الأرقام المروعة في ظل استمرار القصف المكثف وتوسيع نطاق العمليات العسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وقد أدى الحصار المفروض على القطاع إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء والكهرباء.

وقد أثارت هذه الحصيلة المرتفعة إدانات واسعة من قبل المجتمع الدولي، حيث دعا العديد من المنظمات الدولية والدول إلى وقف فوري للعمليات العسكرية ورفع الحصار عن غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السكان المحتاجين. كما أعربت هذه الجهات عن قلقها البالغ بشأن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في القطاع.

وتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن هذه الأرقام قد تكون غير دقيقة بسبب صعوبة الوصول إلى جميع المناطق المتضررة وتحديد هوية جميع الضحايا في ظل الظروف القائمة. كما تؤكد الوزارة على ضرورة توثيق جميع الانتهاكات وجمع الأدلة لتقديمها إلى المحاكم الدولية.

إن الوضع في غزة يمثل مأساة إنسانية حقيقية، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لمساعدة السكان ووقف العنف وضمان حماية المدنيين. كما يجب على جميع الأطراف المعنية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني والعمل على إيجاد حل سلمي وعادل للصراع.

تأثير على الصحة العامة:

بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، فإن العملية العسكرية لها تأثير مدمر على الصحة العامة في غزة. فقد أدى تدمير المستشفيات والمراكز الصحية إلى نقص حاد في الخدمات الطبية، ويواجه الأطباء والممرضون صعوبة بالغة في علاج المرضى والجرحى في ظل نقص الإمدادات الطبية والأدوية. كما أن تدهور الأوضاع الإنسانية يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية وسوء التغذية، مما يزيد من معاناة السكان.

الدعوات للتحقيق:

تطالب العديد من المنظمات الحقوقية والجهات الدولية بإجراء تحقيق مستقل وشامل في جميع الانتهاكات التي ارتكبت خلال العملية العسكرية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. كما تطالب هذه الجهات بضمان عدم تكرار هذه المآسي في المستقبل.