تقنيات زراعية ثورية: توفير 75% من المياه وزيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ - مستقبل الغذاء في السعودية
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأمن الغذائي العالمي، تبرز المملكة العربية السعودية كنموذج رائد في تبني التقنيات الزراعية المبتكرة والمستدامة. كشف تقرير الاستدامة في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية 2025 عن تطورات واعدة في مجال إدارة المياه وتحسين الإنتاجية الزراعية، حيث أظهرت تقنيات ذكية قدرة فائقة على تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 75% مع مضاعفة الإنتاج الزراعي.
الأمن الغذائي والاستدامة: هدفان مترابطان
تعتبر قضية الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تواجه العديد من الدول، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. وفي السعودية، تولي الحكومة اهتمامًا بالغًا بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وذلك من خلال الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة التي تساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الاستدامة البيئية.
تقنيات ذكية لإدارة المياه بكفاءة
تعتمد هذه التقنيات الذكية على استخدام أجهزة الاستشعار المتطورة وأنظمة التحكم الآلي لجمع البيانات حول رطوبة التربة واحتياجات النباتات المائية. وبناءً على هذه البيانات، يتم تحديد كمية المياه اللازمة لري المحاصيل بدقة، مما يقلل من هدر المياه ويضمن وصولها إلى الجذور مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه التقنيات تقنيات الري بالتنقيط والرش، والتي تعتبر أكثر كفاءة من طرق الري التقليدية.
مضاعفة الإنتاجية الزراعية
لا يقتصر تأثير هذه التقنيات على توفير المياه فحسب، بل يمتد أيضًا إلى زيادة الإنتاجية الزراعية. حيث أن توفير المياه بشكل دقيق ومناسب للنباتات يؤدي إلى تحسين نموها وإنتاجيتها، كما أن استخدام الأسمدة الذكية التي يتم توفيرها للنباتات بكميات محددة بناءً على احتياجاتها يساهم في زيادة المحصول.
القطاع التقني ودوره في دعم الزراعة المستدامة
يلعب قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية دورًا حيويًا في دعم الزراعة المستدامة. فمن خلال توفير التقنيات الذكية وأنظمة التحكم الآلي، يساهم هذا القطاع في تحسين إدارة الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاجية الزراعية. كما أن استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) في مراقبة المحاصيل وتحديد المناطق التي تحتاج إلى ري أو تسميد يساهم في تحسين كفاءة العمليات الزراعية.
مستقبل واعد للزراعة في السعودية
تشير التقارير إلى أن السعودية لديها القدرة على أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار الزراعي المستدام. من خلال الاستمرار في الاستثمار في التقنيات الذكية وتطوير المهارات الزراعية، يمكن للمملكة أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي. كما أن هذه التقنيات يمكن أن تساعد في تحسين جودة الحياة في المناطق الريفية وتوفير فرص عمل جديدة.
