فضيحة الصمود: كيف تستغل إسرائيل معاناة غزة في السياحة؟

2025-06-07
فضيحة الصمود: كيف تستغل إسرائيل معاناة غزة في السياحة؟
دنيا الوطن

تصاعدت الانتقادات الدولية ضد إسرائيل بعد ظهور تقارير تفيد بتحول بعض المناطق المتضررة من الحرب في غزة إلى وجهات سياحية، تحت مسمى "سياحة الصمود". هذه الظاهرة تثير تساؤلات أخلاقية عميقة حول استغلال المعاناة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياحية، وتجاهل حقوق الفلسطينيين في استعادة أرضهم وكرامتهم.

ما هي "سياحة الصمود"؟

"سياحة الصمود" هي مصطلح جديد صاغه بعض منظمي الرحلات الإسرائيليين، ويشير إلى تنظيم رحلات سياحية إلى مناطق في غزة تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب الأخيرة. يزعم منظمو هذه الرحلات أن الهدف هو "إظهار قوة ومتانة الشعب الفلسطيني" و"تقديم لمحة عن الحياة اليومية في غزة". لكن هذه التصريحات تثير استياء واسعاً، حيث يعتبرها الكثيرون محاولة لاستغلال معاناة السكان المدنيين وتحويل مأساة إنسانية إلى سلعة تجارية.

ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين والمجتمع الدولي

أدان الفلسطينيون هذه المبادرة بشدة، واعتبروها إهانة للشعب الفلسطيني ووقاحة في التعامل مع معاناتهم. كما أعربت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية عن قلقها البالغ من هذه الظاهرة، وحذرت من أنها قد تشجع على المزيد من الانتهاكات بحق الفلسطينيين. وقد وصفت بعض التقارير هذه السياحة بأنها "سياحة استعمارية جديدة"، حيث تستغل إسرائيل الوضع الراهن لتعزيز وجودها في المنطقة وتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب الفلسطينيين.

تجاهل القانون الدولي والأخلاق الإنسانية

تأتي هذه المبادرة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرار القيود المفروضة على حركة السكان والبضائع. كما تتجاهل هذه السياحة قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال وتقرير المصير للشعب الفلسطيني. ويشير خبراء قانونيون إلى أن هذه المبادرة قد تشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استغلال معاناة السكان المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية.

مستقبل سياحة الصمود: هل ستستمر هذه الظاهرة؟

يبقى السؤال: هل ستستمر هذه الظاهرة؟ على الرغم من الانتقادات الدولية الواسعة، إلا أن بعض منظمي الرحلات الإسرائيليين يصرون على مواصلة تنظيم هذه الرحلات. لكن مع تزايد الوعي الدولي بقضية فلسطين، ومع تزايد الضغوط على إسرائيل، قد يصبح من الصعب على هذه الشركات مواصلة هذه الممارسة. في النهاية، فإن مستقبل "سياحة الصمود" يعتمد على مدى استجابة المجتمع الدولي لمطالب الشعب الفلسطيني في تحقيق العدالة والحرية.

ختاماً

إن استغلال معاناة غزة في السياحة هو تصرف غير أخلاقي وغير مقبول. يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف هذه الممارسة، وأن يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحقيق حقوقه المشروعة.

توصيات
توصيات