خلف الستار: قصة مؤثرة من صلالة حول المسؤولية والتسامح في زمن الاستثمار المفتوح

2025-08-11
خلف الستار: قصة مؤثرة من صلالة حول المسؤولية والتسامح في زمن الاستثمار المفتوح
الشبيبة

في صباح خريفي هادئ في مدينة صلالة الساحلية الخلابة، شهدت عائلتي موقفاً بسيطاً ولكنه يحمل في طياته الكثير من الدروس حول المسؤولية والتسامح، خاصة في ظل التوجه نحو الاستثمار المفتوح الذي يشهدها وطننا.

كنت برفقة زوجتي وابنتنا وحفيدتنا الرضيعة، ونحن على وشك مغادرة موقف سوق الحافة. أثناء انعطاف السيارة للخلف، لم يلحظ سائق المركبة خلفنا، والتي كانت متوقفة بشكل غير صحيح، فاصطدمنا بها بخفة، ولم يظهر سوى خدش بسيط بالكاد يُرى على السيارة.

لم يكن الحادث خطيراً، ولكنه أثار في نفسي مشاعر متضاربة. في البداية، شعرت بالانزعاج من الموقف، ولكن سرعان ما سيطرت عليّ مشاعر أخرى أكثر أهمية. تذكرت أننا جميعاً بشر، وأن الأخطاء واردة، وأن ردة الفعل المناسبة هي التسامح والتعاون.

خرجت من السيارة وتوجهت إلى سائق المركبة الأخرى. كان رجلاً يبدو عليه القلق والتوتر. تحدثت إليه بلطف وهدوء، وأكدت له أن الحادث لم يكن خطيراً وأن الخدش بسيطاً جداً. عرضت عليه المساعدة في إصلاح السيارة، ولكنه رفض بشكر.

شعرت بالارتياح عندما رأيت أن الرجل قد استعاد هدوءه. أدركت أن التسامح والتعاون يمكن أن يحلّا الكثير من المشكلات، وأن الغضب والانفعال لن يؤديا إلا إلى تفاقم الأمور.

هذا الموقف البسيط ذكرني بأهمية المسؤولية الفردية في مجتمعنا، خاصة في ظل التوجه نحو الاستثمار المفتوح الذي يتطلب منا جميعاً أن نتحمل مسؤولية أفعالنا وأن نتعاون مع بعضنا البعض لتحقيق النجاح.

إن الاستثمار المفتوح لا يقتصر على الجانب المادي فحسب، بل يشمل أيضاً الاستثمار في العلاقات الإنسانية وفي بناء مجتمع يسوده التسامح والتعاون. علينا أن ندرك أننا جميعاً جزء من هذا المجتمع، وأن نجاحنا يعتمد على نجاح الآخرين.

في الختام، أود أن أقول إن هذا الموقف البسيط في صلالة علمني درساً قيماً حول أهمية المسؤولية والتسامح في زمن الاستثمار المفتوح. أتمنى أن نتمكن جميعاً من تطبيق هذا الدرس في حياتنا اليومية، وأن نساهم في بناء مجتمع أفضل وأكثر تسامحاً وتعاوناً.

توصيات
توصيات